مَـا بينَ القِمة والقـاع .. ( عن الذِاآت ) ..
ليسَ مُجرَّد أن تحملَ سِلاحـاً ، أو تُطلـقَ رصَـاصةً ، أو تموتَ في معركـة ..
هـذا ليسَ كافياً ليُقالَ عنكَ ثـائراً ، فذاك السِّلاحُ قد يكـونَ وردةً بلا رائحة ،
أو شـوكـةً في عُنقِـكَ ، وتلكَ الـرَّصـاصةَ قد تكـونَ جمـرةً تحرقـكْ ، او فـراغٌ
حـائـرٌ في الفـراغ ! والمـوتُ ليسَ كـافياً كي تـثورَ على الظلم ، أو تثأرُ من
ثائرٍ ، وهكذا الشعر / ..
قد يُـقدمَ البعض على كتابـةِ مقطوعةٍ أدبيـةٍ ، أو خاطـرةٍ أو نثر يَـدَّعِي بأنهُ
شِعـراً ، وهـو في الحقيقـةِ لا علاقـةَ له بالشِعـر ،، وهـذا أنا .. !
وأيضـاً قد يحلمَ أحدهُم بأن يصبحَ شاعراً ، فيُبحرَ في تربة خصباء ، معتقداً
أنهـا مـاء ، يقتلع منهـا الأخضـرَ واليابـسَ ، ظنـاً منهُ أنـهُ يحيا على وسـادةِ
الحقيقةِ ، ولكنـهُ يموتُ في اليوم ألـفَ مـرةٍ ، دونَ أن ينـالَ وسامَ الشِعر ،
أو ربطـةَ العُنـقِ الخفية ، وهذا أنا أيضاً ..
وقد يصرُخَ شابـاً بكلِ ما في وسعهِ ، ليقولَ ما قالهُ بالأمس أو ليُرتلَ أغنيةَ
الغـدِ المحدود ، فيُكسِّرَ كل الحـواجز ، ويقطعَ كل الطرقِ الوخيمة ويرسمَ
في عقلـهِ ذاتـهِ البـعيد أو ربـمـا القـديـم .. فيُمسَك القلـم ويكتبُ الشِعر ،
ويُنادَى من بين الجميـع ، انتَ شاعـرٌ متناثـرٌ بين الركـام ، أنت شاعرٌ ثائـرٌ
على نفسِكَ ، أو أنتَ أنتَ ! نصفك أنتَ ، والآخرُ ربما أنتَ ..
وهذا أيضاً ربما أنا ... !
لمـ تنتهي الحادثة بعد ؛ هُنالك بقية ...
" وليد الصيفي "