" كُن مُتفائِلاً " ..
أتعـجبُ مـن أولائـكَ الذيـنَ يختلِقـونَ الحُزن ، ويتقـنـون فلسفـةَ التـشـاؤم ،
وقد كنتُ واحداً منهم .. !
قـد يحدُث بـأن يمُـرَّ البعـضُ مِـنَّـا بأوقـاتٍ عصيبة ، ويمكـن أن يصطـدمَ قطـارُ
حياتنا بالكثير من العقبـات ، " كالأشخاص المُبهمين ، والمواقف السَّاذجة ،
واختبـاراتِ القـدرْ " .. ولكن يجـب ألا نسـمـح لـهـذا كلـه أن يوقـفَ رحلتـنـا ،
لأن هذهِ الحياة لن تتوقفَ الا بأمرٍ من الله .
ولكن ما يُدهشني أنني أرى البعض منزعجاَ من لا شيء ، فقط أنه منزعج
- وأتساءل : قد يملك هـذا الشخص جسـداً كـامـلاً دونَ غيـرهِ من البشـر ،
( عينانِ يرى بهما جمالَ الله ، ويدانِ تهزَّانِ الريح إذ تدنو ، وقـدمانِ تأخُـذانـهِ
الى حيثُ يشاء ، والى آخر ذلك من حياة ) ، لماذا رُغم ذلك يَنحنـي ضعفـاً
وهمَّـاً ؛ ألا تكفينا نعمةَ الاسلامْ ؛ لمـاذا لا نتفكر !؟
وقد يتساءل الكثيرون ، ما العِلاج ؟
إن الايمان جوهرةٌ تلمعُ في فضاءِ هذا الكون ، فلماذا لا نراها ؛ لماذا نصطنِعَ
الهربْ ، فقط تأمل نفسكَ جيداً ، وقل الحمدُ لله ..
مهما مررنا بمشاكل وخلافات ، علينا أن نقتنع بأنها ستـزول ، فالقناعة هي
سِـرُّ التغيير ، " كُن قنوعاً ؛ تجد الحيـاة أجمـل " .. انـظـُر الـى الأمـور كـأنهـا
بسيطة جداً ، لا تبالغ ؛ وقل دائماُ " الحمد لله " .
ابتسم رُغمَ كل شيء ، فقد أثبتت العديد من الدراسات العلمية، مدى تأثير
الابتسـامة على أجهـزة الجسـم ، ويقـولـونَ أيضـاً ( تكـرار الابتسامـة يـُريـح
الإنسـان ويجعلـهُ أكثـرَ استقراراً ، بل إنهـم وجـدوا أن هـذهِ الابتسامة تُقلل
من حـالة الاكتئـاب التي يمرُّ بها الإنسان ) ..
قبلَ بضعـةِ أيـام وأنا أتصفح اليوتيوب ، شاهدتُ مقطع فيديـو لشخـص فاقداً
جميع اطرافه منذ أن كـانَ صغيـراً ، ويقـول أنـهُ حاولَ الانتحـار أكثـر من مـرة
ولكنه بعد ذلك يقول : أن الله لديـه حكمـة لحيـاتـي ، ليعـطـي أمـل للنـاس
الآخرين من خلال قصتي .. !
فلماذا لا نتَّعِظ ؛ نحنُ في نعمةٍ ربمـا لا نشعرُ بها إلا اذا فقدنـاهـا ، استثمِر
كل دقيقة في حياتك كي تكـون سعيـداً ، اختلق الـفـرح بـدلاً عن الحُـزن ،
درِّب فـؤادك على الاجـمـل ، دع القبح للقبيح ..
قد تكون هذهِ اللحظة هي آخر لحظة في حياتنا ، فماذا ننتظر .. ؟
وليد الصيفي ..