ليسَ هناكَ ما يكفي لنطفو فوقَ هذا السَّطح ، لعلَّ أغنيةَ الرحيل ستصدحُ في مِلئ هذا الكون عبثـاً ونـاراً ، ككلِّ حقيقةٍ ننـادي إلـى المجهـول ، تعالَ لنمضي إليك ، رتِّبْ وسادات المساء ، فإن أسلحتي ثقيلةٌ وجُرحي ليس جُرحي .. هـذه الذكـرى أنا ؛ وتلـكَ آلهتـي .. آلهـةٌ تجرِّدها ليـاليها منـافيها ، وصـوتُ أقدامالبعير تزلزلُ نبضَ شرياني .. ماذا سيحدثُ بعد غدْ ؟، هل هنالكَ ثورةٌ منسيةٌ ؟ أم أن رُبـَّـانَ السفينةٍ قد أينعوا وتهجدوا الأمواج .
انظُرْ إليْ . أرأيتني أهذيْ .. !
قـلْ ليْ . أرأيتَ أسراري تلوحُ في أفـقِ الجبين .. أشربتها خمراً ، أجلستَ في نومي لتوقظَ غيمَ هذا الليل ... ؟
_ من أنتَ ؟
_ أنا المنسيُّ في أرضيْ - قال -
- فـ قلتُ : وأنا النيلي في وردي .
لماذا جئتَ هنا .. ألا تعرفُ أن أسئلةَ الحنينِ تذوبْ ..
لماذا أنتَ هنا ؟ .. - قال -
_ فـ قلتُ : لأني حزينٌ ملِأَ نفسِي ، ونفسِي تُعاتِبُ نفسَها وجعاً ..
أرضي هِيَ أرضي ، ولكن الوطن ؛
وطني ليس لي ، أنا سجَّانُ سجاني ونيراني فراشاتُ لها قلبٌ كقلـبِ المـاء ،
تحاصِرني وتقتلني ....
:: وليد الصيفي ، يُتبع -->