سجنٌ يُحاصرني
أوقدتُ قنديلَ المساء برفقة قاتلي ودمي
جلسنا فوق أرصفة السماء المائلة
والدمع يدنو من عيون القلب
تمتمت في سري – وقلت –
لا شيء أوضح من بلادي في فؤادي
لا شيء أقبح من صراخ الموت في أذني
وأسئلة النهاية !
ماذا جنيت من الوعود
في أي مشنقة سيشنقك الجنود
ما لون عينان الحياة
ماذا عن ابنك في الحطام
هل كانت الذكرى محاصرة كأرضي في أنا
أم كانت الأحلام خافتة
حدثني عن الليل الكئيب
حدث عيوني عن الجدران في سجن الردى
وعن المدى
وطني أنا
- صرخ القتيل –
وطن العلى
وطن المنى
وطن السدا
وطن الفدا
وطن اللقا
وطن الشقا
وأنا أنا
لي طفلة
داست عليها نار أقدام الجناة
قطعوا يديها في ثبات
حرقوا فراشتها الجميلة
سرقوا أنوثتها النحيلة
ورموا بقايا الروح في منفى الرياح
منفى ورائحة الوطن
سجن يحاصرني ، أحاصره
موت يلاحقني ، ألاحقه
والماء صاخبة كطعم النار
تلقى في فمي
ودمي دمي
قيد يكبل حلم أحلامي
وأيامي كموج البحر متعبة
وأنا أنا
شوك يمزق حقد سجاني
وأشواقي بأعماقي تناغمني وترنو
معزوفة الفجر القريب
أرضي بلا أرضي
وأنا الغريب
غفوت متكئا على نفسي
وحلمت في أمسي بلا نفسي
قبلت أمي كالصغار
عانقت أشعار الرجوع
وركضت في أفق الهواء الطلق أنظر للبداية
ما البداية ؟
فصحوت مرتعشا وحولي قاتلي ،
وصداً يمزقني عذاب
آنَ الغياب
لملم قصاصات الصباح
وتأمل الضوء البعيد
قل ما تريد
فنظرت للأعلى – وقلت –
سأودع الذكرى وأثني للبلاد
شكرا لأنك انتي عاشقتي
وأنا الفؤاد ...
الجمعة مايو 15, 2015 12:18 am